قصة <<< العدد الثالث
صفحة 1 من اصل 1
قصة <<< العدد الثالث
قلب الياسمين
بين الأزهار المتفتحة والنسمات العليلة تسمع ضجيج هادئ مؤنس لضحكات طفولة بريئة , لا تعرف في حياتها سوى اللعب والمرح , في منزل شامي صغير حيث درعا , يضم اسرة بسيطة عاشت حياتها بلا شقاء , كانت من بينهم طفله تدعى ياسمين لم تتجاوز سنها السادس وتدرس في مدرسة قريبة من منزلها في الصف الأول .
كل يوم كانت تستيقظ وتبدأ يومها بكل حماس , تفر من فراشها من بين اخوتها لتوقظ اخويها جهاد ومازن و اختها الصغيره فرح , وتحوم حول الزهور لتسقيها وتشم عبيرها كالفراشة فكانت تعشق زهرتها المفضلة والتي اشتق اسمها منها "زهرة الياسمين " , فتقبل يد جدتها العجوز وتنطلق بكل سرعة الى المدرسة , فتجد زميلاتها وتبدأ يومها المدرسي معهن , ياسمين فتاة ذكية فكان عشقها ان تعلم كامل الحروف الأبجدية وتتعلم الكتابة .
ذات يوم عادت ياسمين من المدرسة مرتسمة على شفتيها البسمة , جلست الاسرة على طاولت الأكل منتظرين عودت مازن وجهاد ولكن قد طال انتظارهما وقد رأت ياسمين علامات الضيق على وجوه اهلها .
حل الليل ظلامه ولازال البيت خاليا وفاقداً لمازن وجهاد , كانت ترى امها وجدتها تبكيان فزاد ذلك من حيرتها , فهي لازالت صغيرة ولا تعرف ما معنى الاعتقال ؟
اخذت ياسمين دفترها الوردي الصغير فحاولت ان تكتب وتتهجأ كلمة " اعتقال " , فكانت لتلك الكلمة وقع في نفس ياسمين , فهذه الكلمة توحي لها انها معنى للغز اختفاء اخويها .
مرت فتره والبيت خاليا من تلك الضحكات الطفولية , تلك الارجوحة ظلت ثابتة طوال الوقت , تفتقد ياسمين اخويها الذين قد اعتقلا ابان الثورة السورية .
استيقظت ذات يوم وكان يوماً مختلفاً عن سائر الايام , يوماً لم يكن بدايته بسمة , يوما بدأ بالصراخ والبكاء والرعب ,فقد كان يوم اندلاع ثورة الكرامة السورية التي بدأت من درعا , لازلت ياسمين لا تدرك ما معنى الثورة ؟ ولما لم يعود اخويها الى الان ؟ وماذا يحدث ؟ تلك الاسئلة تحيرها وتخيفها كثيرا, اكثر من خوفها من صوت القصف والانفجار.
لقد رأت ياسمين في اليوم التالي منظراً قتل طفولتها , وادمى قلبها , منظراً نُقش في ذاكرتها , ذلك البيت الذي يضمها قد تدمر وأصبح حطام , وذلك الأب الحاني قد اصبح جثة هامدة مغطاة بالدماء , وقد امتلأت الاجواء بالصريخ والعويل , فقد كان حتماً عليهم ان يلوذوا بالهروب , التحقوا بقافلة اللاجئين , تركوا منزلهم حطاماً , وتركوا والدهم تحت التراب , جاهلين مصير مازن وجهاد , تركوا درعا بكاملها وقد تحولت حفرة من الجحيم .
استقرت تلك الاسره التي تشتت في خيمة من بين مئات الخيام في حدود الأردن وقد اصبح اسمهم اللاجئين , كانت ياسمين يكسوها الحزن فبين عشية وضحاها تغيرت حياتها وفقدت ابوها وإخوتها وكل شيء , تمر ايام يطويهم الجوع والبرد , ويهددهم الخوف , كانت ترى ياسمين الكثير من الاطفال الذين عاشوا مثل ما عاشت , كانت تفر فرحا عندما ترى رجلا يشبه اباها الراحل , لكنها لا تلبث إلا ان تبكي عندما تتذكر انه قد رحل بلا عوده هو وإخوتها.
مرت سنة وهم في مخيمات اللاجئين , تعودت ياسمين على تلك الحياة وعاشت في اقسى الظروف فقد تعلمت ان تكتب كلمة "الحريــــة " التي فهمت منها معنى الاعتقال ؟ ومعنى الظلم ؟ ومعنى القهر ؟ ومعنى الرحيل ؟ ومعنى اللجوء ؟ ومعنى الصبر ؟ ومعنى الشهادة ؟
هذه القصة ما هي إلا اختصار بسيط لحياة آلاف الاطفال الذين ظلمت وقتلت طفولتهم في سوريا .
بين الأزهار المتفتحة والنسمات العليلة تسمع ضجيج هادئ مؤنس لضحكات طفولة بريئة , لا تعرف في حياتها سوى اللعب والمرح , في منزل شامي صغير حيث درعا , يضم اسرة بسيطة عاشت حياتها بلا شقاء , كانت من بينهم طفله تدعى ياسمين لم تتجاوز سنها السادس وتدرس في مدرسة قريبة من منزلها في الصف الأول .
كل يوم كانت تستيقظ وتبدأ يومها بكل حماس , تفر من فراشها من بين اخوتها لتوقظ اخويها جهاد ومازن و اختها الصغيره فرح , وتحوم حول الزهور لتسقيها وتشم عبيرها كالفراشة فكانت تعشق زهرتها المفضلة والتي اشتق اسمها منها "زهرة الياسمين " , فتقبل يد جدتها العجوز وتنطلق بكل سرعة الى المدرسة , فتجد زميلاتها وتبدأ يومها المدرسي معهن , ياسمين فتاة ذكية فكان عشقها ان تعلم كامل الحروف الأبجدية وتتعلم الكتابة .
ذات يوم عادت ياسمين من المدرسة مرتسمة على شفتيها البسمة , جلست الاسرة على طاولت الأكل منتظرين عودت مازن وجهاد ولكن قد طال انتظارهما وقد رأت ياسمين علامات الضيق على وجوه اهلها .
حل الليل ظلامه ولازال البيت خاليا وفاقداً لمازن وجهاد , كانت ترى امها وجدتها تبكيان فزاد ذلك من حيرتها , فهي لازالت صغيرة ولا تعرف ما معنى الاعتقال ؟
اخذت ياسمين دفترها الوردي الصغير فحاولت ان تكتب وتتهجأ كلمة " اعتقال " , فكانت لتلك الكلمة وقع في نفس ياسمين , فهذه الكلمة توحي لها انها معنى للغز اختفاء اخويها .
مرت فتره والبيت خاليا من تلك الضحكات الطفولية , تلك الارجوحة ظلت ثابتة طوال الوقت , تفتقد ياسمين اخويها الذين قد اعتقلا ابان الثورة السورية .
استيقظت ذات يوم وكان يوماً مختلفاً عن سائر الايام , يوماً لم يكن بدايته بسمة , يوما بدأ بالصراخ والبكاء والرعب ,فقد كان يوم اندلاع ثورة الكرامة السورية التي بدأت من درعا , لازلت ياسمين لا تدرك ما معنى الثورة ؟ ولما لم يعود اخويها الى الان ؟ وماذا يحدث ؟ تلك الاسئلة تحيرها وتخيفها كثيرا, اكثر من خوفها من صوت القصف والانفجار.
لقد رأت ياسمين في اليوم التالي منظراً قتل طفولتها , وادمى قلبها , منظراً نُقش في ذاكرتها , ذلك البيت الذي يضمها قد تدمر وأصبح حطام , وذلك الأب الحاني قد اصبح جثة هامدة مغطاة بالدماء , وقد امتلأت الاجواء بالصريخ والعويل , فقد كان حتماً عليهم ان يلوذوا بالهروب , التحقوا بقافلة اللاجئين , تركوا منزلهم حطاماً , وتركوا والدهم تحت التراب , جاهلين مصير مازن وجهاد , تركوا درعا بكاملها وقد تحولت حفرة من الجحيم .
استقرت تلك الاسره التي تشتت في خيمة من بين مئات الخيام في حدود الأردن وقد اصبح اسمهم اللاجئين , كانت ياسمين يكسوها الحزن فبين عشية وضحاها تغيرت حياتها وفقدت ابوها وإخوتها وكل شيء , تمر ايام يطويهم الجوع والبرد , ويهددهم الخوف , كانت ترى ياسمين الكثير من الاطفال الذين عاشوا مثل ما عاشت , كانت تفر فرحا عندما ترى رجلا يشبه اباها الراحل , لكنها لا تلبث إلا ان تبكي عندما تتذكر انه قد رحل بلا عوده هو وإخوتها.
مرت سنة وهم في مخيمات اللاجئين , تعودت ياسمين على تلك الحياة وعاشت في اقسى الظروف فقد تعلمت ان تكتب كلمة "الحريــــة " التي فهمت منها معنى الاعتقال ؟ ومعنى الظلم ؟ ومعنى القهر ؟ ومعنى الرحيل ؟ ومعنى اللجوء ؟ ومعنى الصبر ؟ ومعنى الشهادة ؟
هذه القصة ما هي إلا اختصار بسيط لحياة آلاف الاطفال الذين ظلمت وقتلت طفولتهم في سوريا .
seshomaru- عدد المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 20/09/2012
مواضيع مماثلة
» صفحات العدد الثالث..
» الألغاز - العدد الثالث
» وظيفتي العدد الثالث
» صحتنا >> العدد الثالث :)
» حيواني الاليف : اسماك الزينه <<< العدد الثالث
» الألغاز - العدد الثالث
» وظيفتي العدد الثالث
» صحتنا >> العدد الثالث :)
» حيواني الاليف : اسماك الزينه <<< العدد الثالث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى