MSOMS-Magazine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة ( قلب الياسمين) - بقلم seshomaru [ العدد الثالث ]

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصة ( قلب الياسمين) - بقلم seshomaru [ العدد الثالث ] Empty قصة ( قلب الياسمين) - بقلم seshomaru [ العدد الثالث ]

مُساهمة  حامي الحما الخميس نوفمبر 22, 2012 7:15 pm

قلب الياسمين


قصة ( قلب الياسمين) - بقلم seshomaru [ العدد الثالث ] UUfp1



بين الأزهار المتفتحة والنسمات العليلة تسمع ضجيج هادئ مؤنس لضحكات طفولة بريئة، لا تعرف في حياتها سوى اللعب والمرح، في منزلٍ شامي صغير حيث درعا، يضم أسرة بسيطة عاشت حياتها بلا شقاء، كانت من بينهم طفله تدعى ياسمين، لم تتجاوز السادسة في عمرها، وتدرس في مدرسة قريبة من منزلها في الصف الأول.
كل يوم كانت تستيقظ وتبدأ يومها بكل حماس، تفر من فراشها من بين إخوتها لتوقظ اخويها جهاد ومازن وأختها الصغيرة فرح، وتحوم حول الزهور لتسقيها وتشم عبيرها كالفراشة، فكانت تعشق زهرتها المفضلة، والتي اشتُق اسمها منها "زهرة الياسمين "، فتقبّل يد جدتها العجوز وتنطلق بكل سرعة إلى المدرسة، فتجد زميلاتها وتبدأ يومها المدرسي معهن. ياسمين فتاة ذكية، فكان أحد أهم اهتماماتها هو أن تتعلم كامل الحروف الأبجدية وتتعلم الكتابة.
ذات يوم عادت ياسمين من المدرسة مرتسمة على شفتيها البسمة، جلست الأسرة على طاولت الأكل منتظرين عودت مازن وجهاد، ولكن قد طال انتظارهما وقد رأت ياسمين علامات الضيق على وجوه أهلها.
حل الليل ظلامه ولازال البيت خاليا وفاقداً لمازن وجهاد، كانت ترى أمها وجدتها تبكيان فزاد ذلك من حيرتها، فهي لازالت صغيرة ولا تعرف ما معنى الاعتقال؟
أخذت ياسمين دفترها الوردي الصغير فحاولت ان تكتب وتتهجأ كلمة " اعتقال "، فكانت لتلك الكلمة وقع في نفس ياسمين، فهذه الكلمة توحي لها أن لها معنى للغزِ اختفاء أخويها.
مرت فترة والبيت خالياً من تلك الضحكات الطفولية، تلك الارجوحة ظلت ثابتة طوال الوقت، تفتقد ياسمين أخويها الذين قد اعتقلا إبان الثورة السورية.
استيقظت ذات يوم وكان يوماً مختلفاً عن سائر الأيام، يوماً لم يكن بدايته بسمة، يوما بدأ بالصراخ والبكاء والرعب، فقد كان يوم اندلاع ثورة الكرامة السورية التي بدأت من درعا، لازلت ياسمين لا تدرك ما معنى الثورة؟ ولما لم يعود أخويها إلى الآن؟ وماذا يحدث؟ تلك الأسئلة تحيرها وتخيفها أكثر من خوفها من صوت القصف والانفجار.
لقد رأت ياسمين في اليوم التالي منظراً قتل طفولتها، وأدمى قلبها، منظراً نُقش في ذاكرتها، ذلك البيت الذي يضمها قد تدمر وأصبح حطام، وذلك الأب الحاني قد ،صبح جثة هامدة مغطاة بالدماء، وقد امتلأت الأجواء بالصريخ والعويل، فقد كان حتماً عليهم أن يلوذوا بالهروب، التحقوا بقافلة اللاجئين، تركوا منزلهم حطاماً، وتركوا والدهم تحت التراب، جاهلين مصير مازن وجهاد، تركوا درعا بكاملها وقد تحولت حفرة من الجحيم.
استقرت تلك الاسره التي تشتت في خيمة من بين مئات الخيام في حدود الأردن وقد اصبح اسمهم اللاجئين، كانت ياسمين يكسوها الحزن فبين عشية وضحاها تغيرت حياتها وفقدت أبوها وإخوتها وكل شيء، تمر أيام يتجلاها الجوع والبرد، ويهددهم الخوف، كانت ترى ياسمين الكثير من الاطفال الذين عاشوا مثل ما عاشت، كانت تفر فرحاً عندما ترى رجلاً يشبه اباها الراحل، لكنها لا تلبث إلا أن تبكي عندما تتذكر أنه قد رحل بلا عودة هو وإخوتها.
مرت سنة وهم في مخيمات اللاجئين، تعودت ياسمين على تلك الحياة وعاشت في أقسى الظروف، فقد تعلمت ان تكتب كلمة "الحريــــة" التي فهمت منها معنى الاعتقال! الظلم! القهر! الرحيل! ومعنى اللجوء! ومعنى الصبر! ومعنى الشهادة! ومعنى الحياة!!

هذه القصة ما هي إلا اختصاراً بسيطاً لحياة آلاف الأطفال الذين ظُلمت وقُتلت طفولتهم في سوريا.
حامي الحما
حامي الحما

عدد المساهمات : 144
تاريخ التسجيل : 01/07/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة ( قلب الياسمين) - بقلم seshomaru [ العدد الثالث ] Empty >>>

مُساهمة  R O O F السبت نوفمبر 24, 2012 8:05 pm

اخويآ
ممكن ترد ع الرسآلة
^^"

R O O F

عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 02/11/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى